استخدام دليل اتجاهات لتقديم التربية على حقوق الإنسان عابر الثقافات واللغات

أظهرت التجربة من الطبعة الأولى لدليل اتجاهات أنه من الممكن كتابة دليل واحد يخاطب العالم لا أوروبا وحدها. فالاختلافات في الثقافات واللغات ليست عقبة إنما هي موارد تثري عملنا. ويمكن للجميع فهم حقوق الإنسان لأن لكل شخص منا شعور بالكرامة ويمكن أن يشعر بالذل الناتج عن عن انكار حقوقنا. ولأن حقوق الإنسان حقوق عالمية وترتبط بالمواثيق المعتمدة عالمياً - مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان - نستنتج أن أهداف ومبادئ التربية على حقوق الإنسان تنطبق على كل مجتمع حتى ولو كانت ممارسة التربية على حقوق الإنسان تحتاج دائماً إلى أن تكون ضمن سياقها.

أوروبا عالم من التنوع في حد ذاتها؛ فهناك أكثر من 200 لغة عبر القارة الأوروبية وكل الديانات الكبرى موجودة ضمن حدود أوروبا. كما أن القارة الأوروبية مرتبطة بولادة الديمقراطية، وهي في نفس الوقت مرتبطة بأسوأ أمثال الفاشية والشمولية التي شهدها العالم على الإطلاق. لقد ارتبط ماضي أوروبا بالهولوكوست والاستعمار والعبودية ويوجد في أوروبا اليوم من الأسلحة النووية ما يكفي للقضاء على جميع أشكال الحياة على الأرض، ومع ذلك لا تزال تستضيف الحفل السنوي لجائزة نوبل للسلام وأسست محكمة دائمة لحقوق الإنسان مشهود بها في جميع أنحاء العالم.

Parents can only give good advice or put them [children] on the right paths, but the final forming of a person’s character lies in their own hands.
Anne Frank

إن الدول التي تشكل أوروبا في الوقت الحاضر تشمل العديد من الدول التي لم تكن موجودة عند تأسيس مجلس أوروبا عام 1949 وغيرها من الدول التي بالكاد تغيرت حدودها على مدى مئات السنين. فبعضها تتغير حدودها الآن بسبب الصراعات التي تهدد الحدود غير المستقرة، وبالتالي هناك أناس في أوروبا يواجهون العنف والصراعات بشكل شبه يومي بينما يعيش الكثيرون في سلام نسبي وأمن وازدهار.

هناك الكثير من الأثرياء في كل الدول الأوروبية والملايين من البشر يعيشون تحت خط الفقر. وهناك تنوع داخل كل بلد وتنوع فيما بينهم. اعمل كمعلم في إحدى الدول الأوروبية وقد تتقاضى في يوم واحد أكثر مما يتقاضاه زملاؤك في مناطق أخرى في شهر كامل، واعمل معلماً في منطقة أخرى وقد لا تتقاضى راتباً على الاطلاق ولعدة أشهر متواصلة. وماذا عن الطلاب؟ إن عدد سنوات التعليم الإلزامي يختلف من 9 سنوات في قبرص وسويسرا إلى 13 سنة في بلجيكا وهولندا. وعندما ينهي الطلاب تعليمهم المدرسي تختلف فرص الحصول على وظيفة أو فرصة عمل. كما وتختلف فرص الشباب في الوصول لحقوقهم الاجتماعية والحكم الذاتي. أما بالنسبة للبطالة بين الشباب وفقاً للإحصائيات الأوروبية قد تختلف من 7.6% في هولندا إلى 44.5% في اسبانيا أو 43.8% في لاتفيا7.

تختلف التركيبة الاجتماعية والثقافية والسياسية للتربية على حقوق الإنسان بين المجتمعات والدول؛ وبالتالي لا بد أن تختلف تفاصيل النهج والمحتوى والأساليب على الرغم أن المبادئ والأهداف لا تختلف.

التربية على حقوق الإنسان في الأوضاع التعليمية المختلفة

أظهرت التجربة مع الطبعة الأولى أن دليل اتجاهات يستخدم على نطاق واسع ليس في نوادي الشباب ومنظمات الشباب والمنظمات غير الحكومية فقط ولكنه يستخدم أيضاً في المدارس والشركات وحتى من قبل إدارات التدريب الحكومية. وبعبارة أخرى يستخدم دليل اتجاهات مع الناس من جميع الأعمار في البيئات والأوضاع التعليمية المختلفة.

كانت نيتنا في الأصل أن يستخدم دليل اتجاهات في المقام الأول من قبل الشباب في البيئات التعلّمية غير الرسمية؛ على سبيل المثال: في نوادي ما بعد المدرسة والمجموعات الرياضية والمجموعات الشبابية الكنسية والنوادي الجامعية وجماعات حقوق الإنسان ومنظمات تبادل الشباب، حيث يكون التركيز في هذه البيئات على التنمية الشخصية والاجتماعية للشباب، ولهذا السبب تأخذ الأنشطة النهج الحقوقي الشامل لأنها تعمل على صقل المعارف والمهارات في سياق اجتماعي.

Compasito activities are often simpler, more playful
and, because they are shorter, potentially better tailored for use in the classroom.

مع ذلك يستخدم دليل اتجاهات في الأوساط الرسمية أيضاً كالمدراس والكليات والجامعات حيث يتم التركيز في كثير من الأحيان على اكتساب المعرفة بدلاً من التركيز على تطوير المهارات والمواقف. وقد وجد العديد من المعلمين الفرص لاستخدام دليل اتجاهات ضمن مناهج التاريخ والجغرافيا واللغة والتربية المدنية. إن تدريب الموظفين - على سبيل المثال المعلمين والمدراء والمسؤولين الحكوميين والموظفين القضائيين - يقع في مكان ما بين الرسمي وغير الرسمي، ولكن هنا أيضاً يستخدم المدربون دليل اتجاهات للتدريب حول حقوق الإنسان بشكل عام ومعالجة قضايا تكافؤ الفرص والعنصرية ضمن نطاق المؤسسة.
وقد تم اعتماد دليل اتجاهات بوصفه مصدراً للتعلّم الرسمي في المدارس في بعض الدول. وإدراكاً لأهمية إدخال التربية على حقوق الإنسان للأطفال الأصغر سناً طوّر قطاع الشباب بمجلس أوروبا اتجاهات للصغار: دليل التربية على حقوق الإنسان مع الأطفال (Compasito) وهو مناسب للأطفال خاصة من عمر 7-13 سنة، وهو يرتكز على منهجيات وأساليب دليل اتجاهات.

يمارس ويتعلم الناس التربية على حقوق الإنسان بطرق عديدة مختلفة وعلى الرغم من أن كل الأنشطة في دليل اتجاهات تقترح أساليب وديناميات مهمة بحد ذاتها، فمن المهم أن نأخذ بالاعتبار أن الغرض الأساسي لهذه الأنشطة هو ما يمكن أن يتعلمه المشاركون وما يمكنهم تطبيقه مما تعلموه. بعض الاقتراحات لكيفية "متابعة" ما تم تعلمه تشمل القيام بالأنشطة مع العائلة أو الأصدقاء أو الكتابة إلى وسائل الاعلام. هاتان طريقتان من الطرق التي يمكن من خلالها استخدام دليل اتجاهات في التعلّم غير الرسمي.

تختلف منهجيات التعليم الرسمي خاصةً الطرق المستخدمة والأدوار التي يلعبها المعلمون من بلد إلى آخر. فتوفر التعلّم غير الرسمي في نوادي الشباب والمنظمات الشبابية يختلف في فلسفته والطرق التي يدار بها من دولة إلى أخرى. ومع ذلك هناك اختلافات هيكلية بين القطاعين الرسمي وغير الرسمي والتي يمكن تعميمها.

التعلّم العرضي

يعود مصطلح التعلّم العرضي على عملية التعلّم مدى الحياة، حيث يكتسب كل فرد المواقف والقيم والمهارات والمعارف من المصادر التعليمية من بيئته ومن التجارب اليومية. يتعلم الناس من العائلة والجيران وفي السوق وفي المكتبة وفي المعارض الفنية وفي العمل ومن خلال اللعب ومن القراءة والأنشطة الرياضية. كما أن وسائل الإعلام وسيلة مهمة جداً للتعلّم العرضي؛ على سبيل المثال: من خلال المسرحيات والأفلام والموسيقى والأغاني والأفلام الوثائقية والمناظرات المتلفزة. التعلّم بهذه الطريقة غالباً ما يكون غير مخطط له وغير منظم.

التعليم الرسمي

يشير التعليم الرسمي إلى نظام التعليم المنظم، والذي يمتد من المرحلة الابتدائية (وفي بعض البلدان الحضانة) إلى المدرسة وحتى الجامعة، ويشمل برامج متخصصة للتدريب المهني والتقني والاحترافي. كما ينضوي التعليم الرسمي على تقييم للتعلّم والكفاءات التي اكتسبها المتعلمون استناداً إلى برنامج أو منهاج يكون أكثر أو أقل مرونة من التكيف مع الاحتياجات والأولويات الفردية. عادة ما يتوج التعليم الرسمي بالاعتراف ومنح الدرجة أو الشهادة.

التعلّم غير الرسمي

The inter-relation of knowledge, attitudes and skills characterises good human rights education, and nonformal education as well.
Conclusions of the forum
Living, Learning, Acting for
Human Rights, 2009

يشير التعلّم غير الرسمي إلى البرامج المبنية والمخططة وعمليات التربية والتعليم الشخصية والاجتماعية للشباب، والتي تهدف إلى تحسين مجموعة من المهارات والكفاءات خارج نطاق المنهج التعليمي الرسمي. فالتعلّم غير الرسمي هو ما يحدث في أماكن مثل منظمات الشباب والأندية الرياضية وغيرها من الأماكن التي يلتقي فيها الشباب - على سبيل المثال - للقيام بمشاريع مشتركة ولعب الألعاب والمناقشة والتخييم أو تأليف الموسيقى والقيام بأعمال درامية. عادة ما تكون إنجازات التعلّم غير الرسمي صعبة التصديق أو غير مناسبة لمنح الشهادات، حتى ولو كان الاعتراف الاجتماعي بها آخذاً في الازدياد. وينبغي أن يكون التعلّم غير الرسمي أيضاً:

  • طوعياً
  • في متناول الجميع (بشكل مثالي)
  • عملية منظمة بأهداف تعليمية
  • تشاركياً
  • مرتكزاً على المتعلم
  • يتمحور حول تعلم المهارات الحياتية والإعداد للمواطنة الفاعلة
  • ينطوي على أساس إشراك الأفراد والجماعات على حد سواء وبنهج جماعي
  • جامعاً وعملياً
  • مرتكزاً على أساس الخبرة والعمل
  • منظماً على أساس احتياجات المشاركين

إن التعليم الرسمي والتعلّم غير الرسمي والتعلّم العرضي يكمل بعضها بعضاً وتعزز كلها عناصر عملية التعلّم مدى الحياة. نود مرة أخرى أن نؤكد هنا أنه يمكن استخدام الأنشطة الفردية لدليل اتجاهات ومن المفيد تطبيقها في سياقات كثيرة مختلفة؛ في الأوساط الرسمية أو الأقل رسميةً وعلى أساس منتظم أو غير منتظم. ومع ذلك فمن المهم أن نؤكد أن مكان وكيفية ما يجري مهمان جداً حيث يميل مؤلفو دليل اتجاهات إلى التحيز نحو التعلّم غير الرسمي لاحتمالية أن يكون أكثر ملائمة للتربية على حقوق الإنسان (وأيضاً لأن دليل اتجاهات تم تصميمه أصلاً لأغراض العمل الشبابي). أما بالنسبة للمدارس والكليات فلا يمكن النظر إلى التربية على حقوق الإنسان على أنها شيء يأخذ بمعزل في الفصول الدراسية بل يجب أن تمتد إلى المدرسة كلها والمجتمع. والحكم الديمقراطي للمؤسسات التعليمية - على سبيل المثال - بعد يعترف به على نطاق واسع كونه يلعب دوراً رئيساً في عملية التعلّم على حقوق الإنسان (ومصداقيته).8

ستجد في هذا الدليل معلومات حول حقوق الإنسان ومجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان، فضلاً عن أكثر من 60 نشاطاً لتطبيق التربية على حقوق الإنسان مع الشباب. كما أن هناك قسماً شاملاً حول منهجية التربية على حقوق الإنسان وكيفية استخدام الأنشطة في مختلف المواقف وكيفية تكييفها. ثم هناك معلومات وإرشادات حول مساعدة الشباب أيضاً على المشاركة في القضايا التي تهمهم وإلى "المبادرة بالعمل والتحرك" (الفصل الثالث).

الأساس التربوي للتربية على حقوق الإنسان في دليل اتجاهات

In HRE, method and content are interrelated and interdependent.

إن المعرفة بحقوق الإنسان غير كافية بل يجب على الناس أيضاً تطوير المهارات والمواقف للعمل معاً للدفاع عن حقوق الإنسان، كما ويجب عليهم أن يستخدموا عقولهم وقلوبهم وأيديهم لإحداث التغيرات على الصعيدين الشخصي والاجتماعي اللازمة لإنشاء ثقافة عالمية لحقوق الإنسان.

التعلّم الجامع

تهتم قضايا حقوق الإنسان بالشخص ككل (جسمه وعقله وروحه) وبجميع أبعاد الحياة من المهد إلى اللحد. يعيش الشخص في العالم كله حيث كل شيء مترابط. وتتضمن التربية على حقوق الإنسان بالضرورة نهج التعلّم الجامع. يشجع التعلّم الجامع على تنمية الشخص ككل: إمكاناته الفكرية والعاطفية والاجتماعية والمادية والفنية والإبداعية والروحية. ويعني التعلّم الجامع أيضاً أن التعلّم يحدث في سياق اجتماعي يشمل كل التجارب اليومية، وبالتالي فإنه متداخل الموضوعات ويتقاطع مع جميع المواد التقليدية في المناهج المدرسية.

كما ويعني التعلّم الجامع أننا نسعى إلى معالجة وربط الأبعاد الذهنية والعملية والسلوكية للتعلّم؛ فهو ليس فقط ما يتعلمه الناس بل أيضاً ترجمة ما يتعلمونه في سلوكهم وكيفية تطبيقه في العمل من أجل حقوق الإنسان سواء بمفردهم أو مع الآخرين.

هناك أيضاً ما يعرف بالتعلّم المتمايز وهو ذو صلة بالتعلّم الجامع. إن أنشطة التعلّم في دليل اتجاهات مصممة لمعالجة مجموعة واسعة من أنماط التعلّم: التعلّم المعرفي (العقلي/الإدراكي) والتعلّم الانفعالي (الوجداني/العاطفي).

التعلّم المفتوح

التعلّم المفتوح مبني بحيث أن الإجابات المتعددة/المعقدة للأسئلة ليست ممكنة فحسب بل متوقعة. في التعّلم المفتوح لا يتم توجيه المشاركين نحو إجابة واحدة "صائبة" لأن الحياة ليست باللونين الأبيض والأسود فقط، والغموض حقيقة في العالم الذي نعيش فيه. ويشجع التعلّم المفتوح على الثقة بالنفس للتعبير عن الآراء والتفكير الناقد. وهذا أمر ضروري في التربية على حقوق الإنسان لأن قضايا حقوق الإنسان لا بد أن تؤدي إلى وجهات نظر وفهم مختلفة، لذا فمن المهم للمتعلمين أن يتعلموا سوياً وأن تكون لديهم الحرية في الاختلاف أو الوصول إلى استنتاجات أو وجهات نظر مختلفة.

توضيح القيم

يتم إعطاء المشاركين الفرص لتحديد وتوضيح والتعبير عن معتقداتهم وقيمهم الخاصة ومواجهتها مع الآخرين في إطار آمن يرتكز على أساس الكرامة لكل إنسان وحرية الفكر والتعبير واحترام الرأي والرأي الآخر.

المشاركة

Participation requires a supportive environment which encourages learners to take responsibility for the activities they are involved in.

تعني المشاركة في التربية على حقوق الإنسان أن يشارك الشباب في صنع القرارات فيما يتعلق بماهية وكيفية التعلم حول حقوق الإنسان (ماذا وكيف). ومن خلال المشاركة يطور الشباب الكفاءات المختلفة بما فيها عملية صنع القرار والاستماع والتعاطف مع الآخرين وإظهار الاحترام لهم وتحمل مسؤولية قراراتهم وأعمالهم.

وبالتالي يجب أن تتيح التربية على حقوق الإنسان للشباب أن يقرروا متى وكيف وما هي الموضوعات التي يرغبون في العمل عليها. هذا يعني أن دور القائد أو المعلم هو واحد كالميسر والدليل والصديق والموجه وهو ليس المدرب الذي ينقل المعرفة ويقرر الضوابط لما يجب تعلمه وكيفية تعلمه.

تتطلب الأنشطة في هذا الدليل المشاركة الفعالة؛ أي ينبغي أن يكون المرء نشيطاً ومنخرطاً، فلا يجوز أن يجلس المشارك مراقباً فقط. في هذا الصدد تدين المنهجية بالكثير لعمل أغوستو بوال ورواد آخرين في حقل التربية الاجتماعية وزيادة الوعي والتوعية. فإذا لم يأخذ المتعلمون/المشاركون دوراً كاملاً في النشاط قد يكون من الأفضل تأجليه أو حتى إيقافه لمعرفة السبب وراء عدم مشاركتهم، وهذا جزء من التربية على حقوق الإنسان.

وتتطلب المشاركة بيئة داعمة تشجع المتعلمين والمشاركين على تحمل مسؤولية الأنشطة والعمليات التي يعملون عليها. فمن المهم أن تكون شفافاً وصادقاً مع المشاركين، من الأفضل أن يكون مدى المشاركة واضحا للمشاركين بدلاً من التلاعب بالموقف أو محاكاة المشاركة والتلقين.

التعلّم التعاوني

إن تعلّم احترام الآخرين والعمل معاً هو أحد أهداف التربية على حقوق الإنسان. يتعلم الناس في التعلّم التعاوني من خلال العمل معاً للحصول على النتائج التي تعود بالفائدة عليهم وعلى جميع أعضاء المجموعة على حد سواء. كما ويشجع التعلّم التعاوني تحصيلاً أعلى وإنتاجية أكبر والمزيد من العناية والعلاقات الداعمة والملتزمة وزيادة في الكفاءات الاجتماعية والثقة بالنفس. وهذا على نقيض مع ما يحدث عندما يتمحور التعلّم بطريقة تنافسية؛ حيث يميل التعلّم التنافسي غالباً إلى تعزيز المصلحة الذاتية وعدم احترام الآخرين والغطرسة لدى الفائزين في حين يفقد الخاسرون الحافز والقة بالنفس في أغلب الأحيان.

التعلّم بالتجربة والممارسة (التعلم من خلال التجربة)

التعلّم من خلال التجربة أو التعلم بالاكتشاف هو حجر الزاوية للتربية على حقوق الإنسان، لأنه لا يمكن أن تدرّس مهارات وقيم حقوق الإنسان الأساسية كالتواصل والتفكير الناقد والمدافعة والتسامح والاحترام بل يجب أن يتم تعلّمها من خلال التجربة والممارسة.

المعرفة حول حقوق الإنسان مهمة لكنها ليست كافية في حد ذاتها، فمن الضروري أن يكون لدى الشباب فهم أعمق حول كيفية تطوير حقوق الإنسان لتتناسب واحتياجات الناس كما عليهم معرفة لماذا يجب أن تكون محمية؛ فعلى سبيل المثال: قد يظن الشباب الذين ليس لديهم خبرة مباشرة مع التمييز العنصري أن هذه القضية لا تهمهم، من منظور حقوق الإنسان هذا الموقف ليس مقبولاً فعلى الناس في كل مكان مسؤولية لحماية حقوق الإنسان وحقوق الآخرين.

Experience in itself is not enough to learn

 نقدم في دليل اتجاهات خبرات من خلال الأنشطة مثل لعب الأدوار ودراسة الحالات كوسائل لطرح الأسئلة وعرض المشاكل على المشاركين ليعملوا عليها. ومع ذلك فالتجربة بحد ذاتها ليست كافية، وللاستفادة من تجربة ما يكون من المهم التفكير في ما حدث واستخلاص النتائج وممارسة ما تعلمته، فبدون التعزيز سيفقد التعلّم.

دورة ديفيد كولب للتعلّم بالتجربة

في عام 1984 نشر ديفيد كولب كتابه التعلّم التجريبي: التجربة كمصدر للتعلّم والتطور. وتشير نظريته أن هناك أربع مراحل في عملية التعلّم.

تم بناء جميع الأنشطة في دليل اتجاهات على هذا النموذج. وهناك بعض الخبرة (حدث مخطط له / محفز / نشاط؛ مثلاً: لعب الأدوار) يليها استخلاص المعلومات (المرحلة الثانية) والتقييم (المرحلة الثالثة)، ويحتوي وصف كل نشاط على اقتراحات لأسئلة يتم من خلالها توجيه استخلاص المعلومات والمناقشة وذلك لمساعدة المتعلمين على تأمل ما حدث وكيفية شعورهم حيال التجربة وكيف تقارن التجربة بما يعرفونه أصلاً. أخيراً ينتقل المشاركون للمرحلة الرابعة وهي تطبيق ما تعلموه. نقدم في دليل اتجاهات اقتراحات لأنشطة للمتابعة بما في ذلك كيفية تطبيق ما تعلمه الشباب بأفعال تعود بالنفع على المجتمع. ومن المهم أن نفهم أن المراحل الأربع أجزاء ضرورية للعملية التعلّمية برمتها؛ فلن يفهم المتعلمون بدون التأمل والتفكير، وما الفائدة من التعلّم إذا لم يتم استخدامه؟ فالقيام بنشاط واحد من دليل اتجاهات (المرحلة الأولى) دون المراحل الأخرى هو كارتكاب انتهاك للتربية على حقوق الإنسان!

قد يبدو البعض منزعجين من هذه التطلعات للتغيير الاجتماعي ويشعرون بأن تعزيز النشاط المدني يأخذ حداً بعيداً، عليهم ألا يكونوا كذلك. كمربين على حقوق الإنسان نحن نهدف إلى إلهام الشباب ليصبح لديهم اهتمام بحقوق الإنسان ونرمي إلى إعطائهم الأدوات اللازمة ليتمكنوا من العمل عندما يرونه ضرورياً.

في هذه المرحلة ربما من الضروري توضيح كيفية استخدام مصطلح "نشاط" في دليل اتجاهات. نستعمل مصطلح نشاط كالمحفز أو الطريقة أو الحدث وهي المرحلة الأولى من دورة التعلّم، كما ونستعمله ليعني "النشاط كله"؛ وهذا يشمل جميع المراحل الأربع لدورة التعلّم. عملياً يجب أن يكون السياق الذي يستخدم فيه هذا المصطلح واضحاً: ما إذا كنا نتحدث عن طريقة واحدة أم عن الطريقة نفسها جنباً إلى جنب مع استخلاص المعلومات والتقييم والتنفيذ ومتابعة المرحلة.

دورة التعلّم بالتجربة

Image: The cycle of experimental learning

التعلّم المتمركز حول المتعلم

 للتربية على حقوق الإنسان هدف واضح وهو تمكين التعلّم حول ومن أجل ومن خلال حقوق الإنسان. وعلى الرغم من أن المعرفة حول حقوق الإنسان وأن الكفاءات من أجل حقوق الإنسان جزء من التربية عليها يبقى أن المتعلّم هو مركزها. ليس المهم ما يقدمه الميسّر أو المعلم ولا المحتوى ("سنتعلم اليوم عن عقوبة الاعدام")، فالمركز هو المتعلم/المشارك لأن ما يتعلمه مما يتم تدريسه أو تجريبه هو المهم، هذه الطريقة أكثر ملائمة للمشارك (أو أنها ليست ذات صلة على الاطلاق وهو أمر مهم أيضاً). هناك العديد من التأكيدات والنتائج في التعليم المتمركز حول الطالب بما في ذلك انفتاح الميسر لتعديل المحتوى ومستوى العمل بطريقة تتناسب مع المشاركين وهو ما سميناه خلال العمل على دليل اتجاهات بـ "ابدأ من حيث يكون الناس".

التربية على حقوق الإنسان: العملية والنتائج

إن الأساليب التعليمية الأساسية المستخدمة في دليل اتجاهات هي: التعلّم التعاوني والمشاركة والتعلّم بالتجربة، وقد تم جمعها مع بعضها في الأنشطة لضمان نقاشات وأنشطة تتبعها وذلك لخلق عملية هي كالآتي:

  • تبدأ من عند ما يعرفه الناس فعلياً ومن أفكارهم وخبراتهم ومن هنا تمكّنهم كميسر من اكتشاف والبحث معاً عن أفكار وخبرات جديدة (التعلّم عن حقوق الإنسان)
  • تشجع الشباب على المشاركة والمساهمة في النقاشات وأن يتعلموا من بعضهم البعض قدر الإمكان (التعلم من خلال حقوق الإنسان)
  • تدعم الناس في ترجمة ما تعلموه إلى اجراءات بسيطة وفعّالة في نفس الوقت والتي تظهر رفضهم للظلم واللامساواة وانتهاكات حقوق الإنسان (التعلم من أجل حقوق الإنسان)

يجب على الممارسين للتربية على حقوق الإنسان إبقاء الهدف نصب أعينهم كي يكونوا مربين فاعلين: إن حقوق الإنسان تثقف الشباب حتى ولو قرروا البقاء غير نشطين. في الواقع ليس هناك فرق بين التربية على حقوق الإنسان كعملية ونتائج؛ فمن خلال الأنشطة تصبح جسماً واحداً تكون فيه المحتويات والطريق والنتائج مترابطة حسب مقولة "ليس هناك طريق للسلام، فالسلام هو الطريق"، والتي تعزى إلى مهاتما غاندي.

تماماً كحالنا عندما حاولنا تعداد مميزات ثقافة حقوق الإنسان، حاولنا نحن - مؤلفو دليل اتجاهات - أيضاً سرد المعارف والمهارات والمواقف لشخص مثقف على حقوق الإنسان. ثم عملت هذه الكفاءات كأساس لتطوير الأهداف التي أردناها للأنشطة.

بعبارة عامة نصف نتائج التربية على حقوق الإنسان من حيث المعرفة والفهم والمهارات والمواقف كالاتي:

  • الوعي والتفهم لقضايا حقوق الإنسان من أجل أن يدرك الناس انتهاكات حقوق الإنسان: تعلم ما هي حقوق الإنسان وكيفية صونها وحمايتها في الدولة ومن هي الجهات المسؤولة عن حمايتها وما هي الأدوات الدولية المتبعة وما هي الحقوق التي يمكن للمشاركين/الشباب المطالبة بها (التعلم عن حقوق الإنسان)؛ المهارات والقدرات للدفاع عن حقوقك وحقوق الآخرين كزيادة التوعية والدعوة والحملات والقدرة على الاتصال بالسلطات المسؤولة أو الصحافة (التعلم من أجل حقوق الإنسان) وهلم جرا؛
  • مواقف احترام حقوق الإنسان حتى لا ينتهك أحد حقوق غيره وأن يعيش المشاركون بناء على قيم حقوق الإنسان؛ وهو ما يسمى بـ "البعد الأفقي" لحقوق الإنسان التي تنطبق على العلاقات بين الناس وليس فقط العلاقات بين الناس ومؤسسات الدولة (وهو ما يسمى بـ "البعد العمودي"). ويمكن أن تنعكس هذه المواقف في البيئة الأسرية أو بين الأقران في المدرسة أو في منظماتهم الشبابية أو أندية الشباب (التعلم من خلال وفي حقوق الإنسان).

الأهداف القائمة على الكفاءة

إن الأهداف العامة مفيدة، لكن من أجل أن نكون مربين فاعلين على حقوق الإنسان يجب أن نكون أكثر دقة في تحديد أهدافنا وأن نذكر بشكل واضح الكفاءات التي نريد تطويرها في الشباب الذين نعمل معهم. فنحن بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا: ما نوع المعرفة التي تلزم الشباب للحصول على فهم أعمق بقضايا حقوق الإنسان؟ ما هي المهارات والمواقف المطلوبة والتي تساعدهم في الدفاع عن حقوق الإنسان؟ تساعدنا الإجابات على وصف أهدافنا بدقة أكبر. والسمات التالية هي ما تم تحديده خلال عملية إنتاج دليل اتجاهات وخلال ممارسة التربية على حقوق الإنسان مع الشباب حيث أنها تشكل الأساس للأنشطة الموجودة في الدليل.

المعرفة والفهم

In practice there should be no distinction between HRE as a process and an outcome.

  • المفاهيم الأساسية مثل: الحرية والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانية وعدم التمييز والديمقراطية والطابع العالمي والحقوق والمسؤوليات والترابط والتضامن؛
  • الفكرة التي تنص على أن حقوق الإنسان توفر إطاراً لأنماط سلوك التفاوض والاتفاق في الأسرة والمدرسة والمجتمع وعلى نطاق أوسع في العالم؛
  • دور حقوق الإنسان والبعد الماضي والمستقبلي لها في حياة المرء وفي حياة المجتمعات المحلية وفي حياة الناس الآخرين حول العالم؛
  • التميز والعلاقات التعاونية بين الحقوق المدنية/السياسية والاجتماعية/الاقتصادية؛
  • الهيئات المحلية والوطنية والدولية والمنظمات غير الحكومية والأفراد الذين يعملون على دعم وحماية حقوق الإنسان؛
  • طرق مختلفة للنظر إلى وتجربة حقوق الإنسان في مجتمعات مختلفة وفي جماعات مختلفة داخل مجتمع الواحد ومصادر التشريع المختلفة - بما في ذلك المصادر الدينية والأخلاقية والقانونية؛
  • التغيرات الاجتماعية الرئيسية والأحداث التاريخية والأسباب التي أدت إلى الاعتراف بحقوق الإنسان؛
  • الحقوق المعترف بها في المواثيق الدولية الرئيسية الموجودة لحماية حقوق الإنسان؛ مثل إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل والاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية؛
  • حقوق الإنسان المصانة في الدساتير والقوانين، والهيئات المسؤولة عن رصدها ومراقبتها على المستوى الوطني.

المهارات

  • الاستماع النشط والتواصل: القدرة على الاستماع لوجهات النظر المختلفة للدعوة والمطالبة بالحقوق الشخصية وحقوق الآخرين؛
  • التفكير الناقد: إيجاد معلومات ذات صلة وتقديم الأدلة بحس ناقد والوعي حيال الأفكار المسبقة والتحيزات ومعرفة أشكال التلاعب واتخاذ القرارات على أساس الحكم المعلَل؛
  • القدرة على العمل بصورة تعاونية ومعالجة النزاعات بصورة ايجابية؛
  • القدرة على المشاركة في مجموعات اجتماعية منظمة؛
  • القدرة على التعرف على انتهاكات حقوق الإنسان؛
  • العمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان محلياً ودولياً.

المواقف والقيم

  • الشعور بالمسؤولية حيال التصرفات الشخصية والالتزام بالتنمية الشخصية والتغير الاجتماعي؛
  • الفضول؛ عقل منفتح وتقدير للتنوع والاختلاف؛
  • التعاطف والتضامن مع الآخرين والالتزام بدعم أولئك الذين تكون حقوق الإنسان لديهم تحت التهديد؛
  • الشعور بالكرامة الإنسانية وقيمة الذات وقيمة الآخرين بغض النظر عن الاختلافات الاجتماعية أو الثقافية أو اللغوية أو الدينية؛
  • الشعور بالعدالة والرغبة في العمل من أجل تحقيق المثل العليا لحقوق الإنسان العالمية والمساواة واحترام التنوع.

التربية على حقوق الإنسان وحقول تربوية أخرى

Almost every problem in the world today involves violations of human rights.

تؤثر حقوق الإنسان في جميع جوانب حياتنا، محلياً وعالمياً. فإذا نظرنا إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نجد أن - تقريباً - كل مشكلة في العالم اليوم - الفقر والتلوث والتغير المناخي واللامساواة الاقتصادية ونقص المناعة المكتسبة (الايدز / السيدا) وقلة الحصول على التعليم والعنصرية والحروب - جميعها تشمل انتهاكات لحقوق الإنسان.

ومن الصعب تحديد أي من هذه المظالم أكثر أو أقل أهمية من الآخر. تتغير الصورة وفقاً للمكان الذي تكون فيه والحالة التي تكون عليها كشخص. في الواقع إنها مترابطة إلى حد أن معالجة أي منها يضفي إلى معالجة واحدة من الأخريات أو أكثر. فحقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة فهي مترابطة ومتشابكة ومن غير الممكن انتقاء أو اختيار حقوق الإنسان التي نريد أن نقبل ونحترم.

هذه المشاكل لا تهم المربين على حقوق الإنسان فحسب بل هي على نفس القدر من الأهمية لجميع أولئك الذين يشاركون في تعزيز عالم سلمي وعادل حيث الاحترام والمساواة هما الأساس.
لا يهم ما إذا كان الناس يسمون عملهم على سبيل المثال التربية التنموية أو التربية على مبادئ السلام أو التربية من أجل تحقيق الاستدامة أو التربية على المواطنة فنحن جميعاً نعمل على قضايا مترابطة ومتشابكة ولدى دليل اتجاهات شيء ليقدمه هنا. في الواقع إن حقوق الإنسان متنوعة وموجودة أكثر مما نعتقد! في كثير من الأحيان وخاصة في أنشطة العمل الشبابي نستدعي إحساس الشباب بالمسؤولية والكرامة دون تسميته بالضرورة التربية على حقوق الإنسان.

التربية على المواطنة / التربية من أجل تحقيق المواطنة الديمقراطية

Education for democratic citizenship and human rights  education differ in focus and scope rather than in goals and practices

وفقاً لميثاق مجلس أوروبا بشأن التربية من أجل تحقيق المواطنة الديمقراطية والتربية على حقوق الإنسان: "التربية من أجل تحقيق المواطنة الديمقراطية والتربية في مجال حقوق الإنسان تترابطان بشكل وثيق وبينهما دعم متبادل، وتختلفان في مجالات التركيز والنطاق وليس في الأهداف والممارسات. تركز التربية من أجل تحقيق المواطنة الديمقراطية في المقام الأول على الحقوق الديمقراطية والمسؤوليات والمشاركة الفعالة فيما يتعلق بالمجالات المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والثقافية للمجتمع، في حين أن التربية على حقوق الإنسان تهتم بالطائفة الأوسع من حقوق الإنسان والحريات الأساسية في كل جانب من جوانب حياة الناس".

يحتوي منهاج التربية على المواطنة موضوعات حول السياسة والحكومة والنظام القانوني ووسائل الإعلام والتعددية الثقافية وتكافؤ الفرص. حيث يوفر دليل اتجاهات ثروة من الأنشطة ذات الصلة ضمن موضوعات "الديمقراطية" و"المواطنة والمشاركة" و"الإعلام" و"حقوق الإنسان العامة" و"التمييز واللا تسامح" و"النوع الاجتماعي (الجندر)".

كما أن موضوعات دليل اتجاهات أيضاً مفيدة للمنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تعطي التربية على المواطنة للمهاجرين واللاجئين الذين يحتاجون إلى الإعداد ليصبحوا مواطنين مقبولين قانونياً واجتماعياً في بلد ما.

التربية الفردية والاجتماعية

لدى العديد من الدول شكل من أشكال التربية والتعليم التي تعزز دور الفرد في المجتمع وتساعد على إعداد الشباب لمواجهة التحديات الشخصية التي سيواجهونها. وقد يتداخل هذا مع قضايا المواطنة لكنها قد تشمل أيضاً جوانب الحياة الفردية المتعلقة بالترفيه - بما في ذلك الرياضة والنوادي والجمعيات والموسيقى والفن أو غير ذلك من أشكال الثقافة. وقد يكون هذا النوع من التربية والتعليم متعلقاً بالعلاقات الشخصية. وتدخل حقوق الإنسان في هذه المسائل بطريقتين محوريتين: أولاً: لأن التنمية الشخصية والعلاقات الشخصية تمتلك جوانب أخلاقية واجتماعية بحاجة إلى توجيه من قبل قيم حقوق الإنسان، وثانياً: لأن الحق في المشاركة في الحياة الثقافية والاجتماعية مقر به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية الأخرى. حتى ولو كان الشباب الذين تعمل معهم قادرين على المطالبة بهذا الحق فهناك شباب حول العالم لا يقدرون على ذلك.

يحتوي دليل اتجاهات على العديد من الأنشطة ضمن إطار موضوعي "المشاركة" و"الثقافة والرياضة" والتي تتعلق بمعلمي التربية الفردية والاجتماعية.

التربية القيمية / التربية الأخلاقية

No-one should be criticised for teaching human rights values.

تعتبر التربية القيمة أيضاً جزءاً مشتركاً من المناهج المدرسية في كثير من البلدان لكنها كثيراً ما تثير تساؤلات في أذهان الناس: ما هي القيم التي ينبغي على هذا النوع من التعليم تعليمها، وكيف يمكن التأكد من أن هذه القيم ليست مفروضة على الناس أو ينظر اليها على أنها قيم الأغلبية؟ إن النظر لهذه الأمور بمنظور حقوق الإنسان هو وسيلة ذات مصداقية ووسيلة مبررة ومثمرة لمعالجة هذه المشكلات لأن حقوق الإنسان ترتكز على القيم المشتركة بين جميع الديانات الرئيسية والثقافات وهي القيم المعترف بها - لكن لا تمارس بالضرورة - في كل بلد في العالم تقريباً. بالتالي فإن القيم الأساسية لحقوق الإنسان عالمية بطبيعتها حتى لو اختلفت الطريقة التي يتم فيها التعبير عنها بشكل كبير من مجتمع إلى آخر. وحقوق الإنسان أيضاً نتاج للمفاوضات والتوافق في الآراء بين الحكومات من جميع أنحاء العالم. لذا يجب ألا يتم انتقاد أحد لتعليمه قيم حقوق الإنسان.

التربية العالمية

يعرف الممارسون للتربية العالمية أهمية اتخاذ نهج شامل للموضوع لأنهم يقدرون ترابط الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية في عالمنا ونؤكد أننا كمواطنين في هذا العالم لدينا مسؤوليات تجاه مجتمعنا العالمي.

ويقر إعلان ماستريخت للتربية العالمية (2002)9 أن التربية العالمية تفتح عيون الناس وقلوبهم على حقائق العالم المعولم ويوقظهم لتحقيق عالم من العدالة والمساواة وحقوق الإنسان للجميع. وهي تشمل التربية التنموية والتربية على حقوق الإنسان والتربية من أجل تحقيق الاستدامة والتربية على مبادئ السلام ومنع نشوب النزاعات والتعلّم عابر الثقافات.

ليتمكن الممارسون من للتربية العالمية من إثراء تعليمهم عليهم أخذ حقوق الإنسان كنقطة انطلاق لعملهم على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية في عالمنا.

فمن خلال تشجيع المتعلمين والمعلمين على العمل بصورة تعاونية على القضايا العالمية من خلال طرق التدريس المبتكرة، تسمح أنشطة التربية العالمية فهم الحقائق والعمليات المعقدة في عالم اليوم: فهم يسعون إلى تطوير القيم والمواقف والمعارف والمهارات التي تمكن الناس من مواجهة وفهم ومعالجة تحديات عالم مترابط متزايد وزرع روح "المسؤولية العالمية لمواطني العالم".

هناك العديد من الأنشطة في دليل اتجاهات تحت موضوع "العولمة" لأن العديد من قضايا حقوق الإنسان لديها في الوقت الحاضر بعداً عالمياً مهماً للغاية. فعلى سبيل المثال النشاط "هل أستطيع الدخول" يعطي المشاركين تجربة محاكاة طالبي اللجوء.

التعلّم عابر الثقافات

يهدف التعلّم عابر الثقافات إلى تطوير التفاهم بين الثقافات من خلال استكشاف أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافات والشعوب. وغالباً ما يقود عدم وجود الفهم الكافي لهذه الثقافات إلى التمييز العنصري واللا تسامح والتشويه والعنف محلياً وعالمياً. والرسوم التوضيحية الحزينة للمشكلات التي يمكن أن تنشأ عن عدم قدرة الناس على احترام والعيش مع من هم من ثقافات أخرى هي تجارب العنصرية والتمييز والعنف الذي يوجد في كل المجتمعات.
إن أسباب الصراعات لا تكون بسيطة على الإطلاق لكن التوزيع غير العادل للموارد والحقوق الاجتماعية والسياسية غير المتكافئة عادة ما تكون من بين الأسباب الجذرية التي ينبع منها اللا تسامح والتمييز. وبالتالي فالمنظور الحقوقي هو نهج منطقي للممارسين للتعلّم عابر الثقافات، كما سيجدون الكثير في دليل اتجاهات وغيره من منشورات مجلس أوروبا لدعم عملهم.

كرس قطاع الشباب في مجلس أوروبا - وخاصة من خلال مراكز الشباب الأوروبي ومؤسسة الشباب الأوروبي - الكثير من الجهد في مجال التعلّم عابر الثقافات. ففي عام 1995 تم تشكيل حملة كلنا متساوون-كلنا مختلفون لمكافحة العنصرية والخوف من الأجانب ومعاداة السامية واللا تسامح، وذلك لمعالجة العداء العنصري المتزايد واللا التسامح ضد الأقليات10. تحتوي الحزمة التعليمية "كلنا متساوون-كلنا مختلفون" - والتي أنتجت خصيصاً للحملة - وهي حصرية لدليل اتجاهات - على العديد من الأنشطة المفيدة التي تكمل تلك الموجودة في دليل اتجاهات تحت موضوع "التمييز واللا تسامح".

 التربية على مناهضة العنصرية

تهدف التربية على مناهضة العنصرية إلى التراجع عن إرث قرون من المواقف والأيدولوجيات العنصرية، وتعتبر نقطة انطلاق تؤكد على أننا نعيش في مجتمع متعدد الثقافات وديمقراطي، حيث لدى جميع المواطنين الحق في المساواة والعدالة. بعبارة أخرى فهي تتخذ النهج الحقوقي والذي له علاقات وثيقة بالتعلّم عابر الثقافات.

الفصل والأنشطة تحت عنوان "التمييز واللا تسامح" في دليل اتجاهات تعد نقطة انطلاق جيدة للممارسين للتربية على مناهضة العنصرية، وإذا كنت مهتماً باستخدام أسلوب تثقيف الأقران فإنك ستجد المزيد من الأفكار في دليل آخر لمجلس أوروبا بعنوان دليل دومينو: أخذ المبادرة في التعليم لمناهضة التمييز والعنصرية (DOmino).

يجمع مجلس أوروبا بين حقوق الإنسان والتربية والتعليم والعمل على مناهضة العنصرية تحت مظلة المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية واللا تسامح. إن مهمة المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية واللا تسامح هي مكافحة العنصرية والتمييز العنصري والخوف من الأجانب واللا تسامح ومعاداة السامية من منظور حماية حقوق الإنسان. فعمل هذه المفوضية راسخ في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان وبروتوكولاتها الإضافية والسوابق القضائية ذات الصلة.

التربية التنموية

Human rights are an important dimension in development education.

يتضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على عدد من المقالات التي تعتبر أساسية لفهم الناس للحق في التنمية - على سبيل المثال: تعزيز التقدم الاجتماعي وتحسين مستويات الحياة والحق في عدم التمييز والحق في المشاركة في الشؤون العامة والحق في مستوى معيشي لائق والحق في تقرير المصير. كما أنه يتضمن استحقاق الناس في نظام اجتماعي ودولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان تحققاً تاماً.

تم إعلان الحق الفعلي في التنمية من قبل الأمم المتحدة عام 1986 في "إعلان الحق في التنمية"، والذي تم اعتماده بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة 41/128. وتم التأكيد على الحق في التنمية في إعلان فيينا عام 1993؛ وهو حق جماعي بمعنى أنه حق تتمتع به الجماعة وعلى هذا النحو يختلف عن تلك الحقوق التي يتمتع بها الأفراد.

يعترف الممارسون للتربية التنموية بحقوق الإنسان باعتبارها عنصراً هاماً لعملهم. ومع ذلك فإنهم لا يعملون بالضرورة من منظور الحقوق. إن النهج التقليدي للتربية التنموية هو استكشاف الروابط بين الناس الذين يعيشون في البلدان "المتقدمة" في الشمال مع تلك في الجنوب "النامي"، وفهم القوى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية التي تشكل حياة الناس. نعتقد أن البدء من منظور حقوق الإنسان يعطي حافزاً إضافياً للعمل. وثمة ميزة أخرى هي أن الأنشطة التي نقدمها في دليل اتجاهات تطور المهارات والمواقف والقيم التي تمكن الناس من العمل معاً لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث التغيير، وهو هدف مهم للتربية التنموية.

تمثل موضوعات دليل اتجاهات "العمل" و"الفقر" و"الصحة" و"العولمة" و"البيئة" روابط وحلقات وصل واضحة مع التربية التنموية.  

التربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة / التربية البيئية

إذا أردنا تطبيق منظور حقوق الإنسان على القضايا البيئية يمكن أن تكون نقطة الانطلاق المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ألا وهو الحق في مستوى معيشي كاف يوفر ما يفي بحاجتهم من الغذاء والكساء والسكن. وبما أن حياة البشر بحاجة إلى بيئة صحية ومستدامة فإن الاعتراف بحقوق الإنسان للناس في جميع أنحاء العالم وللأجيال القادمة يدفع بالقضايا البيئية إلى الواجهة. يتحدث بعض الناس اليوم عن الحاجة إلى اعتراف رسمي بحق الإنسان البيئي منفصل عن حقوق الإنسان الأخرى.

تزودنا البيئة بالحاجيات والخدمات التي تحافظ على حياتنا وأنماطها. ومع ذلك، فقد كان جلياً منذ زمن طويل أننا نعيش على كوكب محدود الموارد وأن النشاطات البشرية تخلف عواقب وخيمة على صحة البيئة ورفاه الإنسانية. من هذا المنظور فإن الأسئلة التي تتعلق بالنمو الاقتصادي تحتاج إلى أن تكون متوازنة مع تكلفتها للبشرية والعالم الطبيعي ككل. تهدف التربية البيئية إلى جذب انتباه العامة نحو هذه الأسئلة والتشجيع على إعطاء قدر أكبر من الرعاية والاحترام للموارد الطبيعية في العالم.

غالباً ما ترتبط التربية البيئية بالتربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتي تؤكد أيضاً الحاجة إلى اتخاذ نظرة شاملة حول القضايا البيئية والتنموية. وقد أصبح مصطلح "التنمية المستدامة" شائع الاستخدام منذ قمة "ريو إيرث" عام 1992؛ وتعني التنمية التي تسعى لتلبية احتياجات الوقت الحاضر دون المساس بحاجيات أجيال المستقبل. بعبارة أخرى: الاستدامة تعني الاعتناء بالعالم وتركه صالحاً للأجيال القادمة لتعيش فيه. وعليه فإن قيم حقوق الإنسان للعدالة والمساواة هي في صميم فكرة الاستدامة.

وفقاً لمنظمة اليونسكو تهدف التربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة إلى مساعدة الناس على تطوير المواقف والمهارات والمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات واعية لصالحهم ولصالح الآخرين في الحاضر والمستقبل والتصرف بناء على تلك القرارات.

تسعى "عشرية الأمم المتحدة للتربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة (2005-2014)" من خلال اليونسكو وهي المنظمة الرئيسية لها إلى دمج مبادئ وقيم وممارسات التنمية المستدامة في جميع جوانب التعليم والتعلّم من أجل معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي نواجهها في القرن الحادي والعشرين.

هناك صلات وثيقة جداً بين التربية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتربية التنموية والتربية العالمية والتربية على حقوق الإنسان، خاصة فيما يتعلق بتطوير المواقف والمهارات والمعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات واعية لصالحنا ولصالح كوكبنا والتصرف بناء على تلك القرارات. وبصرف النظر عن الموضوعات المذكورة أعلاه فيما يتعلق بالتربية العالمية والتربية التنموية فإن دليل اتجاهات يشتمل على موضوع منفصل حول البيئة حيث يتم عرض قضايا الاستدامة من منظور حقوق الإنسان.

التربية على مبادئ السلام

إن جوهر مفاهيم التربية على مبادئ السلام كما يمارس في العديد من برامج المدارس والجامعات هو العنف والسيطرة عليه والحد منه والقضاء عليه. تجد التربية على مبادئ السلام حيزاً في مناهج دراسات حل النزاعات والتربية متعددة الثقافات والتربية من أجل تحقيق التنمية ودراسات النظام العالمي والتربية البيئية. في أغلب الأحيان يستخدم هذا النهج للرد على مجموعة معينة من المشكلات التي ينظر إليها على أنها من أسباب الظلم الاجتماعي والصراع والحرب.

من ناحية أخرى فإن التربية على مبادئ السلام التي تبدأ من منظور حقوق الإنسان مع جوهرها النظري المتمثل في الكرامة الإنسانية والعالمية يمكن أن يؤدي وبسهولة إلى مفهوم أعمق عن السلام، ليس فقط السلام بمعنى وقف العنف ولكن بمعنى استعادة العلاقات وخلق الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الأرجح على إنتاج البيئات السلمية على المدى الطويل.

Peace education that starts from a human rights perspective can lead more easily to a deeper concept of peace.

تتطرق التربية على مبادئ السلام إلى أشكال عديدة مختلفة من العنف؛ على سبيل المثال: العنف البدني والسلوكي بما في ذلك الحرب والعنف المنظم - وهو الفقر والحرمان الناتجان عن التفاوت الاجتماعي والاقتصادي - والعنف السياسي الناتج عن الأنظمة القمعية التي تنفي وتخيف وتعتدي على المنشقين والفقراء والضعفاء والمهمشين والعنف الثقافي ومحو وتدمير الهويات الإنسانية المحددة وأساليب الحياة والعنف العنصري والتمييز على أساس الجنس والعرق والأيدلوجية الاستعمارية وغيرها من أشكال الإقصاء الأخلاقي التي تشرعن العدوان والتسلط والظلم والقهر.
إن تحليل جميع هذه الأشكال من العنف كانتهاكات معايير محددة لحقوق الإنسان يوفر وسيلة بنّاءة للمضي قدماً. وإن منهجية التربية على حقوق الإنسان من التفكير النقدي والتعلّم بالتجربة لا يجلب عنصر الخبرة الملموس فقط، بل أيضاً الأبعاد المعيارية والوصفية. كما توفر موضوعات "السلام والعنف" و"الحرب والارهاب" في دليل اتجاهات الكثير من الموارد للممارسين.

أسئلة وأجوبة حول دمج التربية على حقوق الإنسان في العمل مع الشباب

بغض النظر عما إذا كنت عاملاً في مجال الشباب أو معلم مدرسة أو عضواً في منظمة غير حكومية تعمل مع الشباب، وبصرف النظر عما إذا كنت بالفعل مشاركاً في أحد أشكال "التربية والتعليم" التي ذكرت للتو، فإن حقوق الإنسان ذات صلة بعملك. ومع ذلك قد تشعر بالتردد بعض الشيء للقيام بالتربية على حقوق الإنسان للعديد من الأسباب. نقدم هنا بعض الأسئلة المتداولة حول التربية على حقوق الإنسان ونحاول الإجابة على بعض مخاوف الناس من التربية على حقوق الإنسان ودمجها في عملهم.

سؤال: أليس الشباب بحاجة إلى معرفة المزيد عن المسؤولية بدلاً من حقوق الإنسان؟  
 

الجواب: الحقوق والمسؤوليات في صلب حقوق الإنسان ويركز هذا الدليل على كل من الحقوق والمسؤوليات. تنص المادة 1 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق. وأن... عليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء". كما وتنص المادة 30 على أن "(لا) دولة أو جماعة أو شخص (له) أي حق للمشاركة في أي نشاط أو القيام بعمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه". تم تصميم أنشطة دليل اتجاهات لإظهار أنه لا يمكن استخدام أي حق للإساءة لحقوق الآخرين وأنه يتوجب على الجميع احترام حقوق الآخرين.

سؤال: ألن يعارض أولياء الأمور والمعلمون والقادة المجتمعيون تدريس التربية على حقوق الإنسان كما التلقين السياسي الذي سيحرض على السلوك المتمرد؟

الجواب: تمكّن التربية على حقوق الإنسان الأطفال والشباب والكبار من المشاركة الكاملة في المجتمع وتطويره. ومن المهم أن نميز بين تطوير الكفاءات المشاركة والسياسات الحزبية. كما وتشجع التربية على حقوق الإنسان الشباب على تطوير عقول ناقدة قادرة على اتخاذ قرارات مستنيرة وتتصرف وفقاً لذلك من خلال المشاركة والمناقشة. وفي هذا الصدد ترتبط التربية على حقوق الإنسان أيضاً بالتربية المدنية والسياسية، كما وتتيح للشباب عمل روابط بين حقوق الإنسان والقضايا الاجتماعية والتربية والتعليم والسياسات. ونتيجة لذلك قد يحصل أن ينخرط الشباب في الأحزاب السياسية المحلية أو الوطنية أو ينفصلوا عنها نتيجة لحقهم في المشاركة السياسية والحرية الفكرية وتكوين الجمعيات والتعبير. لكن ينبغي أن يبقى ذلك بناء على رغبتهم.
من المهم أيضاً أن نأخذ في الاعتبار أنه بالإضافة إلى المهارات المتعلقة مباشرة بتعلّم حقوق الإنسان فأن التربية على حقوق الإنسان كما هي ممثلة في دليل اتجاهات تدعم تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل كالتعاون والعمل الجماعي والاصغاء الجيد والتحدث.

سؤال: أليست هي مسؤولية الحكومة ضمان أنه لدى الناس الفرصة لمعرفة المزيد عن حقوق الإنسان؟

الجواب: الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملزمة بتعزيز التربية على حقوق الإنسان من خلال جميع أشكال التعلّم. وتنص المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "(1) لكل فرد الحق في التربية والتعليم […] و(2) يجب أن تستهدف التربية والتعليم التنمية الكاملة لشخصية الإنسان وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية". كما وورد الحق في التربية والتعليم والتربية على حقوق الإنسان في المادة 28 من اتفاقية حقوق الطفل. على الرغم من ذلك فإن العديد من الحكومات عملت القليل جداً من أجل التربية على حقوق الإنسان ودمج حقوق الإنسان في المناهج الدراسية. ويستطيع المربون كأفراد والمنظمات غير الحكومية فعل الكثير لتشجيع تطوير التربية على حقوق الإنسان من خلال جهودهم الذاتية أو التعاونية في المدارس والبرامج التربوية التعليمية الأخرى، وأيضاً عن طريق الضغط على حكوماتهم للوفاء بالتزاماتها في هذا الخصوص.

سؤال: ماذا لو لم تكن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان في بلدي؟

الجواب: عملياً ليس هناك أي بلد في العالم تحترم فيه دائماً جميع حقوق الإنسان لجميع الناس، لكن من الصحيح القول أنه في بعض البلدان تنتهك حقوق الإنسان علناً وباستمرار بالمقارنة مع بلدان أخرى. ومع ذلك فإن التربية على حقوق الإنسان لا تتعلق فقط بالانتهاكات: هي أولاً وقبل كل شيء حول فهم حقوق الإنسان باعتبارها رصيداً عالمياً مشتركاً بين جميع البشر وحول ادراك الحاجة لحمايتهم. بالإضافة إلى ذلك لا يمكن لأي بلد الادعاء أنه لا يوجد فيه انتهاكات للحقوق. على سبيل المثال: تقريباً كل الدول الأعضاء بمجلس أوروبا أدينت بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وأسهل طريقة لمعالجة الواقع هي بالنظر إلى البيئة الاجتماعية الآنية والمجتمع: من يتم استبعاده؟ من يعيش في الفقر؟ من هم الأطفال الذين لا يتمتعون بحقوقهم؟ وطريقة أخرى هي النظر كيف تقوم حكومتكم وشركات بلدكم على انتهاك حقوق الإنسان في بلدان أخرى؛ على سبيل المثال: من خلال مبيعات الأسلحة للأنظمة غير الديمقراطية والاتفاقات التجارية التي تستغل المنتجين الفعليين والأنظمة الحمائية ومطالبات حقوق الملكية وبراءات الاختراع على الأدوية لوقف انتاج أدوية طبيعية أرخص.

الهوامش

7 Eurostat figures for December 2009 – Eurostat newsrelease 16/2010 of 29 January 2010
8 See for example, Backman, E. & Trafford, B. (2006) Democratic governance of schools. Strasbourg: Council of Europe
9 Global Education Guidelines – Concepts and Methodologies on Global Education for Educators and Policy Makers, North-South Centre of the Council of Europe, 2008.
10 A second All Different – All Equal European Youth campaign for Diversity, Human Rights and Participation was run in 2007-2008.